حصلت الحكومة الإسرائيلية الجديدة على ثقة الكنيست (البرلمان)، الأحد 13 حزيران 2021، ليصبح نفتالي بينيت (49 عاماً) رئيساً لها حتى آب 2023، وينهي بذلك حكم رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو الذي استمر 12 عاماً متتالية.
هذه الحكومة فازت بأصوات 60 عضواً بالكنيست مقابل معارضة 59؛ لتصبح الحكومة رقم 36 في تاريخ إسرائيل، ولدى رئيس الوزراء الجديد مواقف عدة متشددة ضد العرب والفلسطينيين.
غالباً ما ارتبط اسم بينيت، زعيم حزب "يمينا" (اليميني)، بدعم الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والكراهية للمواطنين العرب.
ولد بينيت عام 1972 لأب وأم من مواليد الولايات المتحدة، لكنه ترعرع في مدينة حيفا، وتلقى تعليمه الثانوي بالمعهد الديني "يافنيه" في حيفا، ثم تلقى دراسته الجامعية في الجامعة العبرية بمدينة القدس الفلسطينية المحتلة، ونال شهادة جامعية في الحقوق.
يشغل بينيت رتبة رائد في جيش الاحتياط الإسرائيلي، ضمن وحدة النخبة "سييريت متكال".
في 1999، أنشأ بينيت مع شركاء آخرين شركة "سايوتا"، وهي متخصصة بحماية المعلومات في شبكة الإنترنت، وجعلته ثرياً بعد أن بيعت في 2005 لشركة أمريكية بـ145 مليون دولار.
كما شغل منصب المدير العام لشركة "سولوتو"، التي بيعت لاحقاً بنحو 100 مليون دولار.
دخل بينيت الحياة السياسية في 2005، حين عُيّن مديراً لطاقم رئيس المعارضة آنذاك، بنيامين نتنياهو، وأدار بينيت حملة نتنياهو في الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب "الليكود" (اليميني) التي فاز بها؛ ما مهد له الطريق لرئاسة الحكومة في 2009، ولمدة 12 عاماً، حتى أصبح أكثر رئيس وزراء إسرائيلي بقاء في السلطة.
ثم في عام 2009، عُيّن بينيت في وظيفة مدير عام مجلس المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، وانتُخب في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 رئيساً لحزب "البيت اليهودي–المفدال" (يمين متطرف).
وفي الدورة التاسعة عشرة لانتخابات الكنيست، عام 2013، قاد بينيت "البيت اليهودي" للحصول على 12 مقعداً من أصل 120، ومهّد هذا الطريق لتولي بينيت حقائب وزارية عديدة، بينها الاقتصاد، والأديان، والقدس، والشتات.
كما أنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، حصل "البيت اليهودي" على 8 مقاعد بالكنيست، فتولى بينيت حقيبة التعليم في الحكومة التي أعقبت الانتخابات، كما تولى حقيبة الدفاع عامي 2019 و2020 في حكومة نتنياهو.
أما في عام 2020، فأسس بينيت مع وزيرة العدل السابقة أيليت شاكيد حزب "يمينا"، وحصد 7 مقاعد بانتخابات مارس/آذار الماضي، ما فتح الطريق أمام تناوبه على رئاسة الحكومة مع يائير لابيد، زعيم حزب "هناك مستقبل" (وسط).
يُعرف عن بينيت معارضته الشديدة لقيام دولة فلسطينية، ودعوته المتكررة لضم إسرائيل للمنطقة "ج"، وهي تُشكّل 60% من مساحة الضفة الغربية المحتلة.
في 30 تموز 2013، قال بينيت لصحيفة جروزاليم بوست الإسرائيلية: "قتلتُ الكثير من العرب في حياتي، ولا توجد مشكلة في ذلك"، وأضاف: "إذا أمسكتَ بإرهابيين، فيمكنك ببساطة قتلهم"، وفق تعبيره.
كذلك في العام 2013 قال بينيت إنه "يجب قتل الإرهابيين الفلسطينيين وليس إطلاق سراحهم"، وزعم أن الضفة الغربية ليست تحت الاحتلال لأنه "لم تكن هناك دولة فلسطينية هنا"، بحسب قوله، واعتبر أن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن حله".
لطالما دافع بينيت عن الاستيطان والمستوطنين في الضفة الغربية، حتى إنه قاد ذات مرة أحد أبرز المجالس الممثلة للمستوطنين، حركة "يشع"، وهو ملتزم دينياً، وهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يلتزم ارتداء "الكيباه" خارج الصلاة، وهي طاقية صغيرة يعتمرها اليهود المتدينون.
كان بينيت قد كتب مقالاً في صحيفة The New York Times يعلن فيه عن رأيه بلا هوادة، ويشرح وجهة نظره بأن إسرائيل لا يمكن أن تسمح بإنشاء دولة فلسطينية.
اقترح بدلاً من ذلك منحَ الفلسطينيين "نوعاً من الحكم الذاتي المعزَّز بمحفِّزات" في نحو 40% من الضفة الغربية، وتوسيع نطاق السيادة الإسرائيلية تدريجياً على بقية المنطقة، أو بوضوح أكثر تنفيذ ما يُسمى إعلامياً بـ"صفقة القرن" غير القانونية وغير المدعومة من أي طرف دولي، ناهيك بالطبع عن الفلسطينيين.
في مقابلة مع صحيفة The Guardian عام 2017، قال نفتالي بينيت أيضاً إنه لن تقام دولة فلسطينية أبداً في عهده، وإن "أي دولة فلسطينية ستكون كارثة على إسرائيل في غضون 200 عام مقبلة"، وفق تعبيره.